فصل: معنى أن عيسى -عليه السلام- روح الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: شهادة الإنجيل على أن عيسى عبد الله **


 الباب الثاني

 خلاصة معتقد أهل الإسلام في عيسى بن مريم عليه السلام

كما دل على ذلك الكتاب والسنة‏:‏

1- عيسى -عليه السلام- عبد الله، ورسوله أرسله الله -سبحانه وتعالى- إلى بني إسرائيل ليقيمهم على الدين الصحيح بعد أن فسدت أحوالهم‏.‏

2- أيد الله سبحانه وتعالى عيسى -عليه السلام- بكثير من المعجزات لتكون دليلاً على صدقه ورسالته، ومن ذلك إحياء الموتى، وإرجاع البصر إلى عيون العمي، والسمع إلى الصم، وإبراء المشلولين، ومن بهم عاهات تستعصي على علاج البشر، كشفاء الأبرص، وكذلكإخبار الناس بما يدخرون في بيوتهم، وما سيأكلونه في الغد، وتكثير الطعام القليل ليشبع العدد الكبير من الناس، وجعل الله عيسى -عليه السلام- مباركاً في أي مكان يكون فيه‏.‏

3- دعا عيسى -عليه السلام- إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكان هو -عليه السلام- نموذجاً، ومثلاً في العبادة، والتقى، فلم يعرف عنه ذنب قط، وأمضى حياته بعد الرسالة في الدعوة وجهاد الكلمة، ولم يصرفه عن ذلك زوجة، ولا ولد، ولا مسكن، ولا تجارة، وكان كل همه أن يخلص الناس دينهم لخالق السماوات والأرض، وأن يعملوا للآخرة الباقية، وأن يتمسكوا بحقيقة البر والتقوى، وليس بالظاهر فقط‏.‏

4- كانت بداية عيسى -عليه السلام- نذراً نذرته امرأة عمران حيث نذرت لله أن تجعل ما في بطنها خادماً لبيت الله منقطعاً للعبادة فيه، ولكنها وجدت أن حملها الذي وضعته أنثى، فاستمرت في الوفاء بنذرها كما نذرته، وسمت هذه الأنثى مريم، وكان من فضل الله عليها أن جعلها في كفالة نبي الله زكريا الذي كان يسوس بني إسرائيل كما هي سنة الله فيهم، أن يكون النبي مرشداً ومعلماً وكذلك متولياً لشئونهم الحياتية، وكان زكريا كلما دخل محراب مريم ‏(‏والمحراب هو الخلوة التي تلحق ببيوت الله من أجل الانقطاع للعبادة‏)‏ وجد عندها الفاكهة في غير أوانها، فإذا سألها زكريا عن ذلك قالت‏:‏ هو من عند الله‏؟‏، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، ثم لما كبرت مريم وبلغت مبلغ النساء أرسل الله إليها جبريل ‏(‏روح القدس، وملاك الرب‏)‏ فدخل عليها محرابها في صورة رجل فاستعاذت بالله سبحانه، فأخبرها أنه ملاك الرب قد جاءها ليبشرها بأن الله قد قضى أن يهبها ولداً مباركاً يكون نبياً لبني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويقيمهم على الحق، وأن الله سيعلمه التوراة، وينزل عليه الإنجيل ويؤيده بالمعجزات، فاستعظمت أن يكون منها ولد وليس لها رجل فكيف‏؟‏‏!‏

فأخبرها ملاك الرب جبريل، روح القدس أن الله -عز وجل- قادر على كل شيء، وأنه يخلق ما يشاء مما يشاء، وأنه إذا قضى أمراً فإنه يقول له كن فيكون‏.‏‏.‏ ثم نفخ في جيب ضرعها، فحملت من تلك النفخة كما تحمل النساء، ثم لما جاءها الوضع خرجت إلى مكان منعزل بعيداً عن أعين الناس، فوضعت ابنها عيسى عليها السلام، وباتت في حال عظيمة من الخوف والفضيحة، والذل، والوحشة، والإنكسار فتمنت أن تكون قد ماتت قبل هذا الابتلاء، أو أن تكون شيئاً منسياً لا يأبه له أحد، ولا يتذكره أحد‏:‏ ‏{‏قالت‏:‏ يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً‏}‏ فأنطق الله وليدها وهو ما زال ملقىً تحتها قائلاً‏:‏ أماه لا تجزعي، ولا تحزني هذا جدول ماء، فاشربي منه، وهذه النخلة هزي جذعها يهتز، ويسقط عليك من رطبها‏.‏‏.‏ وإذا رأيت أحداً فصومي عن الكلام وسأتولى أنا الرد عنك‏.‏‏.‏

وكانت هذه أول معجزاته -عليه السلام-،‏.‏‏.‏ فلما حملته مريم وعادت إلى أهلها استعظموا أمرها عندما وقعت أعينهم عليها وهي تحمل غلاماً، وبادروها باللوم والتعنيف قائلين‏:‏ يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً، لقد أتيت شيئاً منكراً أيتها العابدة الناسكة، لم يكن أحد من أهلك على هذا المسلك المشين، فلم يكن أبوك رجل سوء، ولا أمك بغية زانية، ولا أحداً من إخوانك، فما كان منها -وقد نذرت لله صوماً عن الكلام- إلا أن أشارت إليه‏:‏ أي اسألوا ابني عن نفسه، فاستنكروا منها كذلك أن تشير إلى طفل رضيع ليرد عنها ويحدث الناس‏:‏ ‏{‏قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً‏}‏، فانتصب عيسى لبيان حقيقة نفسه، وتبرئة والدته فقال‏:‏ إنني عبدالله، سأعيش لأعمل بالتوراة ولأكون نبياً رسولاً من الله، وسينزل الله علي كتاباً يتلى هو الإنجيل، وسأكون مثلاً يحتذى في الخلق، والفضل، والعلم والتقى، ورجلاً مباركاً في كل مكان، وسأكون مصلياً عابداً لله الذي أرسلني لأدعو الناس إلى عبادته، ‏{‏قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبراً بوالدتي، ولم يجعلني جباراً شقياً، والسلام علي يوم ولدت، ويوم أموت، ويوم أبعث حياً‏}‏‏.‏

5- ولما بلغ عيسى -عليه السلام- مبلغ الرجال آتاه الله علم التوراة، وأنزل عليه الإنجيل، وأرسله إلى بني إسرائيل رسولاً معلماً داعياً إليه، وأيده بصنوف من المعجزات ولكن بني إسرائيل وقفوا منه موقف التكذيب شأنهم معه كشأنهم مع سائر أنبيائهم، ورسلهم فعارضوه، وأنكروه، عامتهم‏.‏، وجمهورهم ولكن آمن به بعضهم، ثم اشتد مكر اليهود به وسعيهم في إبطال دعوته، وقطع رسالته، فوشوا به إلى الحاكم الروماني في فلسطين ليقتله‏.‏

{‏ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين‏}‏‏.‏

ولما جاء الوقت الذي أرادوا فيه تنفيذ جريمتهم، وأرادوا القبض على عيسى، وقتله وصلبه، ألقى الله شبهه على رجل آخر، وأصعده الله إلى السماء عنده، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين، إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا‏}‏، فقبض اليهود وأعوان الحاكم الروماني على من ألقى عليه شبهه، واقتادوه، وصلبوه، وقتلوه، فظن كثير من الناس أن المصلوب هو عيسى -عليه السلام-، ولكن الخاصة من تلاميذه هم الذين كانوا يعرفون حقيقة ما حدث‏.‏

6- يعتقد أهل الإسلام أن عيسى -عليه السلام- حي موجود في السماء وأنه سينزل في آخر الزمان في شرقي دمشق، فيصلي مع المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقود أهل الإيمان منهم في فترة عصيبة بها فتن عظيمة، ومن هذه الفتن ظهور المسيح الدجال الذي يزعم أنه هو الله، والذي تجري على يديه أمور عظيمة من خوارق العادات، كأمره للسماء أن تمطر فتمطر، وللأرض أن تخرج كنوزها، ومعادنها فتخرجها، وإحيائه لبعض الموتى، ولكنه مع ظهور هذه الخوارق فهو كافر ملعون، مدع للألوهية والربوبية، أعور العين اليمنى، لا يتبعه إلا الأشرار، والفجار، والكفار، ويفر منه كل مؤمن تقي‏.‏‏.‏ ثم يكون من شأن عيسى المسيح الحقيقي، أن يلحق بهذا المسيح الكذاب فيقتله ويطهر الأرض من شره وكفره، وعندما ينزل عيسى عليه السلام، فإنه يأمر بكسر الصلبان وقتل عبدتها من أهل الأوثان، ويأمر بقتل الخنازير الذي استباح أكله المدّعون للنصرانية واتباع المسيحية، ويأمر الناس بالصلاة، ويحكم بين الناس بالقرآن‏.‏

7- عيسى -عليه السلام- هو أحب الرسل إلى أهل الإسلام بعد محمد -عليه الصلاة والسلام- لأنه هو آخر نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو آخر من بشر به من الرسل العظام، وهو الذي يقود أمة الإسلام في آخر الزمان، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله‏:‏ ‏[‏أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي‏]‏‏.‏

8- ويعتقد المسلمون أن النصارى القائلين بأن عيسى عبدالله ، ورسوله، وكلمته والذين شهدوا في عيسى بما شهد به الإنجيل أنه عبد رسول، وأنه جاء مبشراً بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو من أهل الجنة، ومن أدرك النبي محمداً وآمن به منهم فله أجره مرتين، مرة للإيمان بعيسى -عليه السلام-، ومرة للإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأما من اعتقد من النصارى أن عيسى هو الله، أو أنه ابن الله ذاته ذاته، أو أنه ثالث ثلاثة ‏(‏أقنوم الرب، وأقنوم عيسى، وأقنوم الروح القدس‏)‏‏.‏

أو أن عيسى إله كامل وإنسان كامل فهؤلاء جميعاً يعتقد المسلمون أن كل من اعتقد عقيدة من هذه فهو كافر بالله خالد في النار خلوداً أبدياً خارج من دين الرسل جميعاً، ليس من أتباع عيسى، ولا مؤمن بموسى أو بأي نبي من الأنبياء، فإن أي نبي لم يقل إن ربه وإلهه الذي يدعوا إليه هو عيسى بن مريم‏.‏

9- ويعتقد المسلمون المؤمنون أن القول بأن عيسى -عليه السلام- مات مصلوباً أو أن الله مكن منه اليهود ليقتلوه، ويصلبوه، ويبصقوا في وجهه أنه كذلك كافر مؤمن بالباطل في شأن عيسى المسيح عليه السلام الذي لم يقتل، ولم يصلب، وإنما رفعه الله إليه، وطهره من الذين كفروا، وألقى شبهه على غيره، وأن الذي قتلته اليهود لم يكن عيسى -عليه السلام- وإنما كان شبيهه‏.‏

10- يعتقد المسلمون أن ما ادعاه النصارى من أن عيسى هو ابن الله أو الله أو أنه التقاء الناسوت باللاهوت وأنه نزل ليخلص الناس من خطيئة آدم، وأنه فدى الناس بدمه، كل ذلك من الكذب والإفتراء، وأن من ادعى ذلك، واعتقده فهو كافر مخلد في النار‏.‏

11- يعتقد المسلمون أن النصارى هم أقرب الناس إلى أهل الإسلام وأولى الناس بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم لو تمسكوا بالإنجيل حقاً، وأقاموا ما بقي فيه من الحق لآمنوا بالرسول الخاتم صلوات الله وسلامه عليه‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون‏}‏‏.‏

هذه خلاصة ما يعتقده أهل الإسلام في عيسى بن مريم عليه السلام، والذين انتسبوا إليه‏.‏

معنى أن عيسى كلمة الله‏:‏

ومعنى أن عيسى كلمة الله، أي أن الله -سبحانه وتعالى - قد خلقه بالكلمة وهي ‏(‏كن‏)‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إنما مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون‏}‏‏.‏ وهذا الذي ذكره جميع المفسرين من السلف أن تسمية عيسى بكلمة الله أنه مخلوق بالكلمة، وأن الكلمة نفسها ليست ذات عيسى، أو أنه خلق منها، تعالى الله عن ذلك‏.‏

فكلمات الله غير مخلوقة، كما قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره‏:‏ ‏"‏خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم، فنفخ فيها من روحه بأمر ربه عز وجل؛ فكان عيسى -عليه السلام- بإذن الله عز وجل؛ فهو ناشيء عن الكلمة التي قال له‏:‏ ‏{‏كن‏}‏ فكان، والروح التي أرسل بها‏:‏ هو جبريل عليه السلام‏"‏‏.‏

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيمن زعم أن عيسى -عليه السلام- مخلوق من الكلمة أي أن الكلمة هي نفس عيسى قال‏:‏ ‏"‏فلا ريب أن المصدر يعبر به عن المفعول به في لغة العرب، كقولهم‏:‏ هذا درهم ضرب الأمير، ومنه قوله‏:‏ ‏(‏هذا خلق الله‏)‏، ومنه تسمية المأمور به أمراً، والمقدور قدرة، والمرحوم به رحمة والمخلوق بالكلمة كلمة، لكن هذا اللفظ إنما يستعمل مع ما يقترن به مما يبين المراد، كقوله‏:‏ ‏{‏يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين‏}‏، فبين أن الكلمة هو المسيح‏.‏

ومعلوم أن المسيح نفسه ليس هو الكلام ‏{‏قالت‏:‏ أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر‏!‏ قال كذلك الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون‏}‏ فبين لما تعجبت من الولد أنه سبحانه يخلق ما يشاء؛ إذا قضى أمراً أن يقول له كن فيكون، فدل ذلك على أن هذا الولد مما يخلقه الله بقوله‏:‏ ‏{‏كن فيكون‏}‏؛ فلهذا قال أحمد بن حنبل‏:‏ عيسى مخلوق بالكن؛ ليس هو نفس الكن ولهذا قال في آية أخرى‏:‏ ‏{‏إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون‏}‏ فقد بين مراده أنه خلق بكن لا أنه نفس كن ونحوها من الكلام‏.‏ ‏(‏الفتاوي ‏(‏20/493-494‏)‏‏.‏

 معنى أن عيسى -عليه السلام- روح الله

وأما معنى أن عيسى روح الله فهو أنه عليه الصلاة والسلام قد خلق بنفخة الملك الذي أرسله الله إلى مريم، وهذا الملاك هو جبريل، والذي سماه الله روح القدس كما جاء في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل نزله روح القدس من ربك بالحق‏}‏ فمنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم هو جبريل وسمي روح القدس أي الروح المقدسة، لأن الله نزهه وقدسه وهو روح لأنه نزل بالروح، كما سمّى الله القرآن روحاً فقال‏:‏ ‏{‏وكذلك أنزلنا إليك روحاً من أمرنا‏}‏‏.‏‏.‏

وأما نسبة روح القدس إلى الله فنسبة تشريف كما قال تعالى لمريم‏:‏ ‏{‏فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً‏}‏‏.‏

والنسبة إلى الله إن كانت معنى لا يقوم بنفسه، ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله سبحانه وتعالى كما نقول سَمْعُ الله، وبَصَرُ الله، ورحمةُ الله، وإن كان المضاف إلى الله عيناً قائمة بنفسها كما نقول بيتُ الله، وناقةُ الله، ورسول الله، فهذه مخلوقات أضيفت إلى الله، وإضافتها هنا إلى الله إضافة تشريف وتعظيم‏.‏

وكذلك الشأن في وصف عيسى بأنه روح الله، ومعلوم أن عيسى ذات إنسانية فتسمية روح الله تسمية تشريف كما سمي جبريل كذلك روح الله تشريفاً له، وتقديساً‏.‏

وبهذا نفهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه‏]‏‏.‏

وفي الحديث الآخر‏:‏ ‏[‏ائتوا عيسى عبدالله ورسوله وكلمة الله، وروحه‏]‏ ‏(‏حديث البخاري، كتاب التفسير باب 2 حديث 1‏)‏‏.‏